كلمة ألقاها صاحب السمو الآغا خان, كامبالا، أوغندا · 11 سبتمبر 2025 · 4 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس موسيفيني،
صاحبة المعالي، السيدة الأولى ووزيرة التعليم والرياضة، السيدة جانيت موسيفيني
أصحاب المعالي والسعادة،
ضيوفنا الكرام،
إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أنضم إليكم للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية في مسيرة جامعة الآغا خان وفي إطار شراكتنا مع حكومة أوغندا. ويسعدني كذلك حضور أختي، الأميرة الزهراء، وأخي، الأمير علي، لمشاركتي هذه اللحظة المميزة.
وأود أن أبدأ بالتعبير عن عميق امتناني لفخامة الرئيس موسيفيني، على ما قدّمه من موقع استثنائي للحرم الجامعي، وعلى رؤيته الثاقبة ودعمه المستمر لهذا المشروع. كما أود أن أعرب عن بالغ تقديري للبيئة المواتية التي وفّرتها حكومة أوغندا لشبكة الآغا خان للتنمية.
فخامة الرئيس، إنّ الشراكة الممتدة على مدى عقود بين حكومة أوغندا والإمامة الإسماعيلية قد مكّنت مؤسساتنا من الإسهام في تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين الأوغنديين، في مختلف أنحاء البلاد وعبر قطاعات متعددة، من بينها: الرعاية الصحية والتعليم والخدمات المصرفية والتأمين والطاقة والضيافة والتصنيع. وإننا نُعرب عن بالغ امتناننا لدعمكم.
يجسّد هذا الاستثمار في المرافق الأكاديمية الجديدة والسكن الطلابي لجامعة الآغا خان، إلى جانب مستشفاها، قناعة والدنا الراحل ــ التي أشاركها ــ بأنّ الشعب الأوغندي يستحق أفضل فرص الوصول إلى التعليم العالي والرعاية الصحية ذات الجودة العالمية. وتشكل فروع الجامعة في كينيا وتنزانيا وأوغندا منظومة متكاملة لتبادل المعرفة والخبرات، وتتيح تنقّل أعضاء هيئة التدريس والطلاب عبر مختلف أنحاء المنطقة.
أعتقد أنّ التزامنا بالمعايير العالمية للتميّز سيُحدث أثرًا تحويليًا في أوغندا والمنطقة. فمن الحقائق الثابتة أنّ الرعاية الصحية المتدنية الجودة تودي بحياة عدد مماثل لأولئك الذين يفقدون حياتهم بسبب انعدام الرعاية. وعلاوة على ذلك، ورغم قضاء سنوات في الدراسة، لا يكتسب عدد لا يُحصى من الشباب سوى جزء يسير من المعارف والمهارات التي كان ينبغي أن يتحصّلوا عليها. إنّ تردّي الصحة وضعف التعليم يسلبان الأفراد إمكاناتهم. وفي هذا الحرم الجامعي، ستستثمر جامعة الآغا خان في تنمية طاقات الشعب الأوغندي. وأملي ألّا يُضطر الشباب الطموح والمهنيون المهرة إلى مغادرة وطنهم للدراسة أو لممارسة أعمالهم على أرقى مستوى، وألّا يضطر كثير من الأوغنديين إلى السفر إلى الخارج للحصول على رعاية صحية متقدمة.
سيسير سعينا نحو التميّز جنبًا إلى جنب مع التزامنا بتوفير فرص الوصول للمحرومين، إذ تقدّم جامعة الآغا خان بالفعل ما يقرب من 60 مليون دولار سنويًا على شكل مساعدات مالية للمرضى والطلاب في فروعها. وهنا في أوغندا، سنوسّع برامجنا لتمكين المزيد من الأفراد من الحصول على رعاية منقذة للحياة وتعليم يغيّر مسارات الحياة.
ويجب أن يقوم التميّز على الملاءمة. ويكمن جانب مهم من تأثير جامعة الآغا خان في أجندتها البحثية، التي تسعى إلى معالجة التحديات المحلية والواقعية من خلال إنتاج المعرفة والابتكار بما يُحسّن نوعية الحياة. وفي هذا الحرم الجامعي، سنعمل على دراسة عبء الأمراض السائدة في أوغندا، وخصائصها الجينية، وسياقها البيئي، وسنسعى إلى المساهمة في تطوير حلول مدعومة بتقنيات حديثة، مثل الذكاء الاصطناعي.
كلّ هذا ما كان ليتحقق لولا سخاء مانحينا الرائعين، المحليين والدوليين على حدٍّ سواء، والتزامهم وتفانيهم، والذين ينحدر العديد منهم من أصولٍ أوغندية. ويسرّني للغاية أن أرى كثيرين منهم بيننا اليوم. كما نُعرب عن بالغ امتناننا لوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية ولـبنك التنمية الألماني على دعمهم، ليس لهذا المشروع فحسب، بل للعديد من المبادرات الأخرى عبر مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية.
أتقدّم إليكم بخالص الشكر على كلّ ما جعلتموه ممكنًا ــ هنا في أوغندا، وفي جامعتنا. وإنّ سخاءكم سيعود بالنفع على عدد لا يُحصى من الأرواح، وعلى الأجيال القادمة.
يستحق مهندسونا المعماريون، ليغوريتا، التقدير والامتنان أيضًا. فالمباني التي نفتتحها اليوم تُجسّد قدرة التصميم على دعم السعي إلى المعرفة وإلهامه، كما تعكس التزام شبكة الآغا خان للتنمية بمواجهة تحديات تغيّر المناخ. وقد صُمّمت هذه المباني لتلبي المعايير الدولية لكفاءة الطاقة، ولتعمل بالطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق واسع، بما يُسهم في جهودنا لتحقيق الحياد الكربوني.
وبينما نمضي قدمًا، ستواصل جامعة الآغا خان الإفادة على نحو كبير من شراكاتها مع المؤسسات الأكاديمية والحكومة والمجتمع المدني وغيرهم. ويسرّني أن الجامعة تسعى إلى إقامة علاقات عمل فعّالة مع مؤسسات القطاع العام في أوغندا. فالشراكة هي التي تُحوّل تموّجات التغيير إلى أمواج من التقدّم.
ضيوفنا الكرام، إنني على قناعة بأن إنشاء هذا الحرم الجامعي سيشكّل علامة فارقة في تاريخ التعليم العالي والرعاية الصحية في أوغندا. ومع شروعنا في هذا الفصل الجديد من قصة جامعة الآغا خان، فإن شركاءنا وداعمينا الكرماء يُعَدّون من بين مؤلفيها الأساسيين. فالقادة الذين سيتلقّون تعليمهم، والأرواح التي ستُنقذ، والمعرفة التي ستُنتَج، ستكون جميعها جزءًا من إرثهم.
صاحبة المعالي، السيدة جانيت، إنني على ثقة بأن القادة الذين سيتخرّجون من هذه المؤسسة سيسهمون في تعزيز رفاه الأفراد وتقدّم الأمة، وفاءً للرؤية الراسخة والدعم المتواصل اللذين أوصلانا إلى هذه اللحظة.
شكرًا لكم.